info@zawayamedia.com
المرأة

ماذا لو زهرت المرأة في بيروتنا؟... توليفة فنية تجسد المساءلة والعدالة وتمكين المرأة

ماذا لو زهرت المرأة في بيروتنا؟... توليفة فنية تجسد المساءلة والعدالة وتمكين المرأة

بعد أربع سنوات على انفجار مرفأ بيروت، أصدر المكتب العام لزوفيكيان (ZPO) أحدث إبداع ثقافي في توليفة فنية تجمع اللوحة والقصيدة والموسيقى تكريماً لمساعي تحقيق المساءلة والعدالة لضحايا أكبر انفجار غير نووي في تاريخ العالم الحديث.


وفي هذا المجال، قامت مؤسِّسة ZPO لين زوفيكيان، وهي فاعلة خير معروفة، ورائدة أعمال، ومغنية أوبرا، بتكليف الفنانة اللبنانية الشابة والمبدعة، نعومة حنين، في عام 2022، لإعادة تصوير بناء بيروت وإعادتها إلى الحياة بعد الانفجار الذي دمّرها، مستفيدةً من الأبحاث والتحليلات الاستراتيجية التي طورها مكتب ZPO لدعم لبنان.


ويتجلى الفرح في لوحة فنية تحت عنوان "ماذا لو زهَّرَتِ المرأةُ في بيروتِنا؟" للفنانة والرسامة نعومة حنين تجسد التعافي وتمكين المرأة، حيث ترافق اللوحة الفنية قصيدة، قامت مؤسسة مكتب زوفيكيان لين زوفيكيان بكتابتها وقراءتها مع اللوحة الفنية، لتعيد تصور بيروت التي أُعيد بناؤها وفقًا لمبادئ حقوق الإنسان، والعدالة، والنمو المزدهر، ورافقتها قطعة موسيقية بعنوان "الرقص اللبناني (الدبكة)" نظمّها إدوارد طريقين والتي أدّتها كورال الفيحاء الوطني في الحفل الافتتاحي لمبادرة "إعطاء الصوت للموسيقى" في 2023، بحيث تقدم للمشاهدين تجربة حسية متعددة تجمع بين الإلهام والتأمل.


وباستخدام الوسائط المختلطة على الورق، يمكن التقاط إيقاع الرسائل الضمنية لعمل حنين الإبداعي، بحيث أعادت نعومة حنين بناء وتصور بيروت مع الحقوق الإنسانية والكرامة التي تستحقها المدينة وسكانها، ويبلغ حجم العمل الفني 104 × 74 سم وهو مفعم بالألوان المبهجة، والكثير من الخضرة، والتراث، والموسيقى، بمواجهة منظر بانورامي لمناطق بيروت المدمرة على طول ساحلها، حيث تم تصوير الأحياء الرئيسية في العاصمة بشكل جميل مع تصميم حضري يكرم التراث ويركز على النساء ويعج بالخضرة، لتحولت بيروت إلى مدينة صديقة للعائلات والأطفال، ساحرة ومنفتحة على جميع سكانها والأجيال القادمة، ويتجلى  الفرح والسلام والنور في المدينة، الذي يظهر كل منهم في كل خط رسمته الفنانة وكل حركة قامت بها.


وقالت نعومي حنين، التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً لها، "أردت أن أترجم رؤية لين زوفيكيان بألواني الخاصة، لكنني وجدت الأمر صعباً للغاية لأنني لم أتمكن من تصديق أي شيء سوى "الديستوبيا" التي يعاني منها لبنان. كان لا بدّ لي من أن أتقبّل أهوال عالمنا أولاً قبل أن أتمكن أخيراً من إنهاء تصوّر بيروت التي نريد بعد عامين".


ووصفت لين زوفيكيان رحلتهما: "قضينا ما يقارب عامين ونحن نغمر الحب بالألوان، ونجسّد السحر على الورق، ونعطي للطاقة شكلاً. كانت قصة بيروت صعبة السرد، ومع ذلك أصرّينا على احتواء وملء الفراغ"، وأضافت: "ذات يوم علمنا بجهوزية نعومة عندما بدأت برسم نصب ذكرى تفجير بيروت الذي هو أقل ما نستحق، وهو بيروت التي نريد، من خلال أعين واحتياجات نسائها".


منذ آب 2020، وزوفيكيان تدافع عن منح النساء صوتاً محوريًّا في مشروع التعافي وإعادة الإعمار وشفاء العاصمة. هي دعمت جهوداً وطنية وشعبية متنوعة، بدءًا من تقديم المشورة بالنسبة لإطار عمل الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار الذي تقوده الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي (3RF) وصولاً إلى إدارة التمويل الدولي باتجاه التنمية، ودعم منظمات غير حكومية وبرامج بقيادة النساء، وتشجيع الموسيقيين على تعزيز مواجهتهم للضغوط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. مع ذلك، ومع مرور كل عام، هذا التعافي المتقطع وهذه الإصلاحات الفاشلة تضعف فرص بيروت وسكانها للشفاء والتقدم بشكل شامل وكامل، تاركة خلفها فقدان الطبقة الوسطى وتزايد الأسر الفقيرة.


"من الضروري ألا نترك أي عائلة أو امرأة أو طفل بينما لا يعرف لبنان سوى تعافيًا متقطّعًا، من دون وجود أية أسس وإصلاحات له"، أوضحت زوفيكيان. "وهذا ما أكّدت حنين على عدم حدوثه في عملنا الإبداعي".


وأضافت زوفيكيان: "مع تنوّع النساء من حيث العمر، واللون، والأسلوب، والرؤية العالمية في هذا العمل، يساعد هذا الإبداع الثقافي في نمذجة ما يمكن أن يبدو عليه تحقيق العدالة الشخصية والجماعية. وكل ذلك قابل للتحقيق."


وكتبت لين زوفيكيان في رسالة بريدية "مع كل الصعوبات التي يواصل لبنان وشعبه مواجهتها، أرجو أن تمنحوا انفسكم ثلاث دقائق من السعادة، لأنني كما تعلمت مؤخرًا من عالمة أعصاب حكيمة، فإن الفرح هو أعظم أفعال المقاومة".


 

ماذا لو زهرت المرأة في بيروتنا؟... توليفة فنية تجسد المساءلة والعدالة وتمكين المرأة  1
سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: